ملك الغابة، هذا الحيوان الذي يأكل ولا يؤكل، اعتبر علماء "الإيثولوجيا"، أو معارف سلوك الحيوان، أن الأسد أشرف الحيوانات المتوحشة، إذ أن منزلته في عالم البرية مرتبة الملك المهاب، وهذا لقوته وشجاعته وقساوته وشهامته وجهامته وشراسة خلقه، ما جعله مضرب للأمثال في الشدة والنجدة والبسالة وشدة الإقدام والجراءة والصولة.
"الأسد الأفريقي".. حيوان ثدي من فصيلة السنوريات مصلحة الحبليات، وثاني أضخم السنوريات الأربعة للعائلة النمرية في أعقاب حيوان "الببر" من حيث الوزن والطول، حيث يتراوح وزن الذكور الهائلة بين 150 و250 كيلوجرام، وبين 120 إلي 182 كيلوجرام للإناث، وفي العادة أسود الحدائق الأسيرة أثقل وزناً من أسود البرية، ففي عام 1970 ميلادي بحديقة حيوان "كولشيستر" بإنجلترا بلغ وزن واحد من الأسود إلي 375 كيلوجرام.
يبلغ طول الأسد من الدماغ للجسم بين 170 و250 سنتيمتر للذكور، أما الإناث فيصل طولها بين 140 و175 سنتيمتر، ويبلغ صعود كتف الذكور نحو 123 سنتيمتر، والإنثي صوب 107 سنتيمتر، أما الذيل فما بين تسعين و105 سنتيمتر للذكور، وما بين سبعين و100 سنتيمتر للإناث، لديه فك ولوائح قوية، حيث يبلغ طول أنيابها صوب 8.1 سنتيمتر، الأمر الذي يساعده علي افتراس طرائد أضخم حجماً.
تتراوح ألوان اللأسود من الأصفر اللامع الي الضارب للصفار المحمر، أو البني المغري القاتم، ومن المعتاد أن يكون القسم السفلي من الجسم أبهت من العلوي، أما الذيل فيميل إلي اللون الأسود، وان كان القلة يمتاز بنهاية تخفي زائدة عظمية قاسية يبلغ طولها إلي بحوالي 55 ملليمتر، أما الأشبال فتولد برقط بنية وردية علي كامل جسمه، تشبه رقط "النمر" على الإطلاقً، وبعد البلوغ تختفي، ويبقي القلة اليسير على نحو باهت، ومن الممكن ملاحظتها على نحو أضخم لدي اللبؤات.
كانت الأسود أكثر ثديات اليابسة الكبرى انتشارًا من حيث الرقم في أعقاب الإنسان على الفور، وقد كانت تعيش منطقة عظيمة من أفريقيا وآسيا وبعض دول أوروبا منذ العصر "الهلوسين"، بحوالي عشرة آلاف سنة، وحتى بضعة قرون مضت، أما اليوم فيعيش المتبقي منهم جنوب الصحراء الكبرى لأفريقيا، وقليل يقطن بآسيا في ولاية "غوجرات" في شمال في غرب الهند.
ويعد الأسد الأفريقي واحد من الأشكال المهددة بخطر الإنقراض الأدني، حيث أرتفع حدة انكماش أعدادهم من ثلاثين% إلي خمسين% أثناء العقدين الفائتين، ما صرف الكثير بلدان العالم إلي تأسيس "حدائق الحيوان"، في تجربة للحفاظ عليها، ولدراسة كل الوسائط الممكنة لإكثارها.
من المعتاد أن تسكن الأسود بأراضي السهل العشبي "السفانا"، وقليل ما تتواجد بالأراضي القمئية والغابات، ولا تتشابه أعمارها علي وفق جنسها وبحسب طبيعة المقار التي تقيم فيها، فاللبؤات التي تقيم في المحميات الآمنة أو المنتزهات، يمكن أن تصل أعمارها ما بين 12 و14 سنة، فيما أن الذكور لا تتخطي الـ 8 أعوام سوى في حالات نادرة، أما فيما يتعلق للبؤات التي تقيم في البرية، خسر وجد وثائق توضح أن بعضهم يبلغ إلي عشرين عاماً.
مع أن الأسد حيواناً مفترساً رئيسياً، فلا من الممكن أن يفترسه أي حيوان آخر، لكن الإنسان لا يُعد كائن علي لائحة طعامه، ولا تعتبره علي الإطلاق طريدة، بل انه قد يتجاهله إذا ما صادفه، بل أن الإنسان هو الذي يقوم بملاحقة الأسد، ويهدد حياته، وإذا كان القلة منه من الممكن أن يفترس الإنسان، وهنا يعتبره الإنس حيواناً مريضاً يشبه آكلي لحوم الإنس، أي "مسعور"، فلا يتركوه سوى وقتلوه.
من المعتاد أن تتعاون إناث عائلة الأسود في الصيد بطريقة دقيق ومعقد للإمساك بفريستهم، خاصة وأنهم يقصدون الحافريات العظيمة على نحو دائم، كالخيول والحمير والأبقار والجاموس البري، وكل منهن تختار أسلوب محدد في الصيد على نحو دائم، بل وتحاول تحديث وتقوية ذاتها في ذلك الأسلوب، حتي تلعب بها دور معين في الصيد.
يعتمد الأسد علي اللبؤات المنظمة في الصيد، كونها أسرع وأدق وأمهر منه، وذلك يرجع لوزن قلب اللبؤة الذي يبلغ باتجاه 0.57 % من اجمالي وزن جسمها، ضد الذكر الذي يبلغ وزن قلبه باتجاه 0.45% من جسمه الأول من الإناث، ما يجعلها أسرع منه، ومع أن سرعتها تبلغ الي 59 كيلومتر في الساعة، سوى أنها ليست مؤهلة للحفاظ علي تلك السرعة لمدة طويلة، كالضبع الذي يبلغ وزن قلبة الي 1% من اجمالي وزن جسمه، لهذا يلزم علي اللبؤة أن تكون قريبة على نحو وافي من طرائدها صوب ثلاثين متر إلى حد ماً وأن تكون محاطة بها قبل لحظة الانقضاض.
ليس هنالك موسماً معيناً للتزاوج، ومن المعتاد أن تبدأ حياة التزاوج قبل بلوغ عمر 4 سنين، وأثناء مدة التزاوج التي تفتقر بضعة أيام، يجتمع الزوجين بين عشرين و خمسين مرة في اليوم، لتحمل الأنثي صغارها باتجاه 110 يوماً متواصلاً، ثم تختار مخبأ ملائم كالكهوف ووسط الأشجار الغزيرة ليصبح موضعاً آمناً لوضع أشبالها، ويبلغ عددهم ما بين 1 وحتي 4 أشبال، ويتراوح وزنهم بين 1.2 و 2.1 كيلوجرام.
يبدأ الشبل حياته مقفل العينين لفترة أسبوعًا كاملاً، وبعد يوم أو 48 ساعةٍ من الإنجاب يبدأ بالزحف، ويمكنه السَّير حتى الآن مرور ثلاثة أسابيع، وأثناء هذه المدة تنقل الأم أشبالها عده مرات من مخبأ لآخر كنوع من الأمان، ولا تختلط الأم بباقي اللبؤات لمده 6 الي 8 أسابيع مستمرة من عقب الإنجاب، وأثناء سنتين من السن يلقى حتفه بحوالي ثمانين% من أشبال القطيع، وعديد ما يسعي الذكر لقتل الأشبال الغير ناضجة نظراً لرفض الأمهات من التزاوج سوى حتى الآن نضج أشبالها.
دخلت الأسود في إطار أكثر النمازج الحيوانية التي اتخذتها الحضارات الإنسانية للتعبير عن عديد من الحالات، ولقد ظهر في رقم من المؤلفات الأدبية والأفلام المعاصرة، والمنحوتات القديمة والجديدة، والرسومات، بل وقد أتخذته رقم من الدول بخصوص العالم ليصبح رمزاً لأعلامهم، وإن كانوا يقصدون اللبؤة في رسوماتهم وأفلامهم، سوى أنهم طول الوقتً يظهرون شكل الذكر لتميزه عن بقية السنوريات، فأن اللبؤة تعتبر "الأم المحاربة" التي تجمع بين بسالتها العالية في الصيد والإطاحة بأعدائها التي تفوقها حجماً، والحنان الغير عادي علي أشبالها.
الحضارة المصرية القديمة اتخذت من الأسد رمزا للتعبير عن أكثر آلهتها الحربية شراسة، كالآلهة "سخمت" والإله "تفنوت"، مثلما تبقى بعض الآلهة المصرية القديمة الغير مفهومة، كإله بجسد إمرأة ورأس لبؤة ذات ظروف معينه، أما في الحضارة النوبية القديمة كان الإله "أباداماك"، وفي كلا الحضارتين كانوا يلقبون محاربيهم زوي المهارة من الرجال بـ "إبن اللبؤة" إشارة علي قوتهم المكتسبة من أمهات الأسود الماهرة.
قديماً كان يصنف أعراق الأسود لـ12 سلالة، وقد كان الاختلاف بينهم يرجع للموطن وشكل اللبدة والحجم وغزارة إنتشارة، أما اليوم فأتفق العلماء علي أن ثمانية أعراق لاغير ليس إلا لتصنيف أشكال الأسود، وأولي هذه الأعراق هي السلالة "البربرية"، فهي أكبرهم حجماً، حيث يبلغ طوله بين 3 و 3.5 متراً، ووزنه الي زيادة عن مائتين كيلوجرام، وقد كان يقيم شمال أفريقيا من جمهورية مصر العربية وحتي المغرب العربي، وهو اليوم يعد سلالة منقرضة، وقد كان آخر ظهور له عام 1922 ميلادي في المغرب.
السلالة الثانية هو "الأسد الآسيوي"، حيث كان منتشراً بكثرةً بتركيا، وبلاد الشام، وبلاد ما بين النهرين، وشبه الجزيرة العربية، وصولاً لباكستان والهند وبنغلاديش، واليوم لم يقطن منهم سوي ثلاثمائة أسد في "غابة غير" في دولة الهند.
السلالة السنغالي أطلق عليه ذلك الإسم كونه يقيم غربي أفريقيا بالسنغال، وسلالة في شمال في شرق الكونغو، والسلالة النوبية التي تقيم بالحبشة وكينيا وصولاً الي تنزانيا وموزامبيق، وسلالة كاتنجا التي تقطن بناميبيا وبوتسوانا وأنجولا والكونغو وزامبيا وزيمبابواى، وسلالة كروجر التي تبقى بمنطقة الترانسفال في جهة الجنوب الشرقي إفريقيا وفي منتزه كروجر الوطني، وفي النهايةً سلالة رأس الرجاء الصالح التي انقرضت ما يقارب عام 1860 ميلادي.
أما عن الأعراق البائدة التي عاشت في عصور ما قبل الزمان الماضي، فمنها السلالة "الأمريكية" التي كانت تقيم بالأمريكتين من ولاية ألاسكا وصولاً الي جمهورية البيرو، وهذا منذ بحوالي عشرة آلاف سنة مضت، والسلالة "الأحفورية" التي أزدهرت منذ بحوالي خمسمائة 1000 سنة وعثر علي مستحثاتها في دولة جمهورية ألمانيا الاتحادية وإيطاليا، أما سلالة "الكهوف" ولقد أزدهرت منذ ثلاثمائة 1000 سنة وحتي عشرة 1000 سنة في منطقتي أوروبا وآسيا، وفي النهايةً سلالة "في شرق سيبيريا" التي كانت تقطن في ياقوتيا في روسيا وكندا.
تعليقات
إرسال تعليق